كيف تتعاملين مع طفلك....

كيف تقضين الوقت مع طفلك؟!
هل تجدين صعوبة في التعامل مع طفلك؟ هل هو كثير الحركة؟ هل يعبث بكل شيء في البيت؟ هل تصرخين وتضربين؟ هل يطيع أوامرك؟ اسمحي لي أن أطرح عليك سؤالا آخر: كيف تقضين الوقت مع طفلك؟
إن طفلا كهذا إنما يشعر بالملل.. وربما يكون بطبيعته ملولا.. والفراغ الذي يعيش فيه يزيد ملله.. نعم إن الطفل في سن ما قبل المدرسة يمكنه أن يشعر بالملل أيضا. والأم الواعية هي التي تشغل وقت وعقل كفلها في أشياء مفيدة بطريقة شيقة, تنمي ذكاءه.
رأيت في أحد الأفلام التسجيلية.. أنثى فيل في حديقة حيوانات, أنثى الفيل لذكائها تشعر بالملل الشديد لأنها تعيش في الأسر وليس في البرية. ولذلك فكرت الحارسة التي تقوم على شئون الفيلة في أكثر من طريقة لتثير تفكيرها وتتحدى ذكاءها ومن ثمّ تشعر الفيلة بوجودها فتسعد ويذهب عنها الضجر والملل..
فماذا فعلت؟
أعطت الفيلة فرشاة ووضعت أمامها لوحة فارغة وحثتها على الرسم. وبينما تساعدها الحارسة على وضع الفرشاة في الألوان تستمتع أنثى الفيل بالرسم فهي تحب الرسم!! وتباع لوحاتها أيضا لزوار الحديقة.
هذا حال أنثى الفيل.. فما بال حال أطفالنا؟ نتركهم بالساعات أمام جهاز التليفزيون .. همنا الأول أن يصمتوا.. نتزاور.. نتحدث بالساعات في التليفون.. وبعد ذلك نريد أن نرتاح فقط. ألا نهتم بأطفالنا. ألا نهتم بتربيتهم وتعليمهم وتثقيفهم.
إن الطفل في سن ما قبل المدرسة من 3—6 سنوات وحتى أقل من ذلك من سنتين يستطيع أن يتعلم أشياء كثيرة جدا.
" إن الطفل يكتسب معظم مهاراته ( اللغوية –الاجتماعية- الذهنية...) التي تكوّن في مجموعها مدى النمو العقلي العام للفرد بنسبة 80% من لحظة الميلاد حتى سن 8 سنوات"[1]
إن خلايا المخ حساسة جدا.. وهناك خلايا مسئولة عن الكلام وأخرى عن التفكير الإبداعي وأخرى عن التفكير الحسابي وغيرها.. " وإذا لم يستخدم الإنسان خلايا الدماغ فإنها تموت وتنمو بدلا منها أغصان للخلايا الأخرى. أي إما تستخدمها أو تفقدها إلى الأبد.
تعلم المهارات المختلفة يتوقف على اكتسابها في مراحل عمرية معينة وأهم هذه المراحل: مرحلة الطفولة المبكرة من الميلاد إلى 8 سنوات.
يتطور الذكاء على حسب الخبرات والمثيرات التي يتعرض لها الطفل وتتحدى قدراته."[2]
ومن هنا فإنني أقدم للأم- في هذه المقالة - مجموعة من الأنشطة السهلة والبسيطة التي تستطيع أي أم تنفيذها مع طفلها.. والتي تساعده على تنمية مهاراته وتحفيز همته واستثارة ذكاءه.
النشاط الأول: الأشكال
أ‌- أهداف النشاط
1) التعرف على الأشكال الهندسية وتسميتها.
2) التعرف على الألوان.
3) تنسيق حركة اليد مع البصر.
4) اللعب وهو شيء مفيد ومهم جدا بالنسبة لأي طفل.
5) تمضية الوقت في ما هو مفيد.
6) تقريب الأم من طفلها.
7) الحث على التعاون.
ب‌- التمهيد
تشرح الأم الفكرة لطفلها وتحاول أن تضيف لقاموسه بعض الكلمات الجديدة الجميلة مثل: فكرة. وربما سألها طفلها عن معنى الكلمة فلا تبخل بالشرح والتوضيح والإجابة على كل تساؤلاته.
مثال
الأم : أنا عندي فكرة جميلة.ز إيه رأيك يا حبيبي ننفذها.
الطفل: يعني إيه فكرة؟!!
الأم : الفكرة دي حاجة جميلة حابه أعملها.
الطفل: هيه وين الفكرة دي؟
الأم : في مخي كل واحد عنده مخ.. والشاطر هو إللي يفكر بمخه .. المخ هنا في راسنا.
الطفل: أنا عندي مخ وبفكر بيه.
الأم : شاطر يا حبيبي..
ولابد للأم أن تشرك طفلها معها في تنفيذ النشط.. وذلك يسمح له بالتعامل مع خامات مختلفة وتشكيلها ليحصل في النهاية على شكل محدد أو لعبة أو منتج واضح.. وهذا يعد بذرة التفكير التكنولوجي هو استخدام خامات موجودة في البيئة وترتيبها أو تشكيلها بحيث تعطينا شيء جديد وأيضا يمثل استخدام المقص مهارة إضافية حيث يستعمل يديه بدقة. طبعا تحت مراقبة الأم. أما إذا كان الطفل كبيرا كأن يكون ذو ست أو سبع سنين فسيستمتع كثيرا بهذه الأنشطة إن شاء الله.
الأدوات:
مقص- فوم( في بعض الدول يسمى فلين) ملون- ورق مقوى- مسدس لصق.
الطريقة
يقص الفوم على شكل مثلث, مربع, دائرة, مستطيل, معين بحجم كبير.
يقص الشكل السابق من الداخل بحيث يكوّن مثلثين كما بالشكل.
يلصق كل شكل على ورقة بيضاء من جهة واحدة. بها ثقب من الوسط لتسهيل استخراج الشكل الصغير.
التقديم واللعب:
بعد الانتهاء من التنفيذ يكون الطفل قد حصل على متعة كبيرة جدا لأنه شارك والدته في عمل شيء مفيد و(شغّل) عقله ويديه.
تخبر الأم طفلها بأسماء تلك الأشكال. ولا تمل من تكرارها ولو حتى كل يوم حتى يعرفها الطفل وتشرخ له كيفية اللعب بأن تقوم بإخراج الأشكال الصغيرة من مكانها وتبعثرها أمام الطفل وتطلب منه إعادتها إلى مكانها الصحيح. الأطفال لصغار ( تحت ثلاث سنوات) سيحتاجون إلى المساعدة ولا يعني ذلك أن الطفل غبي ولا يفهم ولكن يعني فقط أنه صغير ومستعد للتعلم.
لا تنسى الأم أن تعلم طفلها ألوان الأشكال ولا تمل من كثرة أسئلة طفلها أو عدم معرفته للألوان بعد أن تعلمه إياها فإن تعلُّم أي شيء يأخذ وقتا وجهدا. وهدفي هنا هو أن تقتنع الأم أنها تستطيع تعليم طفلها أشياء كثيرة مع الصبر والتأني والاستعانة بالله