لا يعرف الكثيرين من أقباط أو شعوب الشرق الأوسط أن ألمبراطورية الرومانية أنقسمت إلى قسمين القسم الغربى وعاصمته روما والقسم الغربى وعاصمته القسطنطينية ولا يعرفون الفرق بين أمبراطوريتين وشعبين هما الرومان والأروام - فالقسم الغربى المبراطورية الرومانية كان أمبراطورية الغرب أيطاليا وشمالها وغربها بما فيها فرنسا وأسبانيا وأنجلترا وغيرها وفى أفريقيا كانت المنطقة التى تمتد فى غرب أفريقيا وتشمل تونس والجزائر ومراكش وتغلب على شعوبها اللغة اللاتينية , والقسم الغربى وعاصمته القسطنطينية وشعوب اسيا ومصر وليبيا (الخمس مدن الغربية ) وققد تغلب على شعوبها اللغة اليونانية والثقافة الهلينية وعرفوا فيما بعد بالبيزنطيين ,اطلق عليهم المبراطورية البيزنطية - وقد أدى هذا الأنقسام إلى ضعف فى الأمبراطورية فقد كان خصوم الأمبراطورية الرومانية بلاد الغال البربر ويتركزن شمال ألمانيا والفرس وقبائل البربر فى شمال أفريقيا وبدلاً من توجيه قوة الأمبراطورية نحو أى عدو من الثلاثة ضعفت بعد التجزأ , فقد كان خصم الأمبراطورية الشرقية التى عاصمتها القسطنطينية الفرس الذى ظل يهاجم هذه المنطقة مئات السنين من قبل ولكن بعد نشأة الأمبراطورية الرومية (البيزنطيين) أستمرت الحروب بينهم والفرس أكثر من أربعين سنة ولم تكد الأمبراطورية الشرقية تقضى علي الفرس فى عصر هرقل وبعد أن أنهكت الحرب الأمبراطورية البيزنطية حتى هاجم العرب المسلمين منطقة وسط الأمبراطورية الرومية وليس أطرافها بعشرات الألاف .
********************************
ذكر المؤرخ يوسابيوس القيصرى (1) أباطرة روما الذين حكموا العالم القديم تحت عنوان " أساقفة الكنيسة الذين برهنوا بدمائهم على نقاء الديانة التى كرزوا بها "
9 - أى كلمات تكفى لوصف عظمة تقدم ونجاح الحكومة الرومانية قبل أشهار الحرب علينا (أى على المسيحيين) إذ كان الحكام فى محبة وسلام معنا !! فى ذلك الوقت كان ذوى المناصب الرفيعة , الذين لبثوا فى مراكزهم عشر سنوات أو عشرين سنة يقضون وقتهم فى هدوء وسلام فى الولائم والحفلات والألعاب العامة , بكل بهجة وحبــور .
10 - وإذ كانت سلطتهم تنمو هكذا تدريجياً دون أى مكدر , وتزداد يوماً بعد يوم , غيروا موقفهم السلمى من نحونا فجأة , وبدأوا يشهرون حرباً بلا هوادة , ولكن لم تمض السنة الثانية على هذه الحركة حتى حدثت ثورة فى كل الحكومة وقلبت كل شئ .
11 - لأن مرضاً شديداً حل برئيس القوم (دقليديانوس) السابق التحدث عنهم , أختل معه توتزن فهمه (أصيب بالجنون) فإعتزل فى حياة أنفرادية مع الشخص التالى له فى مركزه (2) ولم يكد يفعل هذا حتى أنقسمت الأمبراطورية كلها , الأمر الذى لم يكتب أنه حدث نظيره من قبل .
12 - وبعد ذلك بقليل ختم الأمبراطور قسطنطينوس حياته بموت طبيعى , وقد كان كل ايام حياته رحيماً برعاياه ومحباً للكلمة الألهى , وبمونه ترك بدلاً عنه أبنه قسطنطين , وأوغسطس (3) , وكان أول من أعتبر إلهاً , ونال بعد موته كل أكرام يمكن تقديمه لأمبراطور , وكان أرق أمبراطور وأكثرهم شفقة ورحمة .
13 - كان هو الوحيد بين أباطرة عصرنا الذى قضى كل وقت حكمه بكيفية تتناسب مع مركزه , وعلاوه على هذا فقد تصرف مع الجميع بكل رقة وصلاح , ولم يشهر ضدنا أقل حرب , بل حفظ الأتقياء الذين كانوا تحت إرادته دون أن يمسهم أقل أذى , لم يهدم أبنية الكنائس , ولا دبر شئ آخر ضدنا , وكانت خاتمة حياته مكرمة , ومثلثة الطوبى , فهو الوحيد الذى ترك ألمبراطورية فى حالة سعيدة ومجيدة لأبنه خليفة له , وهذا كان فى كل ناحية حكيماً حصيفاً تقياً .
14 - تولى الحكم مباشرة أبنه قسطنطين , إذ نودى به أمبراطوراً سامياً وأوغسطساً من قبل الجند , بل من قبل الرب نفسه ملك الجميع , قبل ذلك بوقت طويل وإذ أقتدى بتقوى أبيه وعطفه على تعاليمنا , هذا ما كان من أمره .
ولكن بعد هذا أقام الحكام بالأجماع ليسينيوس أمبراطوراً وأوغسطساً .
15 - على أن هذه الأمور أغضبت مكسيمينوس جداً , لأنه إلى ذلك الوقت كان الجميع يطلقون عليه لقب قيصر فقط , فلهذا فإنه إذ كان مستبداً جداً قبض على السلطة بنفسه , وأقام نفسه أوغسطساً , وفى نفس الوقت مات ميته شنيعة ذاك الذى ذكرنا عنه أنه أستأنف سلطته بعد تنازله (4) , وذلك بعد أن أنكشفت مؤامرته ضد قسطنطين , وقد كان هو أول من أبيدت أواكره وتماثيله وآثاره العامة وذلك بسبب شروره وفجوره